الخميس، 11 نوفمبر 2010

أعلن أن قتال " الشيطان "  لا يحتاج لفتوى
ما الجديد في خطاب العولقي؟
 
   بثت مواقع الانترنت التابعة الناطقة بلسان "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الاثنين 9/11/1020م خطابا مصوراً للأمريكي من أصول يمنية ، أنور العولقي الذي يُعد مطلوبا للولايات المتحدة الأمريكية "حيا أو ميتاً"  فضلا عن اتهامه من قبل محكمة يمنية بالتحريض على قتل الأجانب، في بادرة تُعد تحولا نحو مرحلة جديدة في خطاب العولقي والقاعدة.
   وكانت قد أمرت المحكمة الجزائية المتخصصة في اليمن ، المكلفة بالنظر في القضايا الإرهابية بـ"القبض القهري" على أنور العولقي بداية الشهر الجاري، واعتبرته فارا من العدالة إثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض على قتل أجانب، إثر حاثة مقتل مهندس فرنسي في صنعاء من قبل أحد عمال الشركة، يشتبه بارتباطه بالعولقي.
  ويأتي التصعيد الأخير في خطاب العولقي بعد سلسلة عمليات للقاعدة ورد فيها اسمه بقوة وخاصة كمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية التابعة لشركة بان أمريكان عشية عيد رأس السنة الماضية والتي قيل حينها أن منفذ العملية الفاشلة عبد المطلب النيجيري قد التقي بأنور العولقي وتلقى تدريبا في اليمن، وكذا ورد اسم العولقي في حاثة مقتل 13 جنديا أمريكيا في قاعدة فورت هود الأمريكية من قبل الضابط الأمريكي من أصل فلسطيني نضال حسن.
  وفي خطابه الأخير حث العولقي المسلمين حول العالم لقتل الأمريكان بقوله" لا تشاور أحداً في قتل الأمريكان فقتال الشيطان لا يحتاج إلى فتوى ولا يحتاج إلى مشورة، هم حزب الشيطان وقتالهم هو فريضة الوقت"، معتبراً أن المعركة الحالية مع الأمريكان هي معركة مصيرية قائلاً وصلنا وإياهم أي الأمريكان إلى " إما نحن وإما أنتم".
تحولان رئيسيان
  وبحسب المراقبين فإن الخطاب الأخير لأنور العولقي يحمل بصمات لتحولين رئيسين، الأول يتعلق بالعولقي نفسه والثاني يتعلق بخطاب القاعدة بشكل عام ففي خطابه يلحظ هُنالك تصعيدا كبيرا لحدة المواجهة بعد سلسلة الإجراءات الأمريكية في حقه من قرار إدراجه ضمن القائمة السوداء  لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية، فضلا عن قرار تجميد أرصدته الحسابية في أبريل من العام الحالي.
  ويعد هذا الخطاب من قبل العولقي الذي وصفته صحيفة الديلي تلجراف البريطانية بأسامة بن لادن الجديد قمة المواجه مع الغرب، الأمريكي تحديداً، بإعلانه قتل الأمريكان دون مشورة أحد، مشدداً على حدة المواجهة مع الأمريكان بقوله " نحن ضدان لا يجتمعان فهم يريدون أمرا لا يقوم إلا بزوالنا" وهذا هو التحول الأول أما التحول الثاني وهو الأخطر فهو دخول إيران على خط المواجهة.
إيران في أجندة المواجهة
  أما التحول الثاني والأخطر في خطاب أنور العولقي والذي يرى فيه المراقبون تحولا نوعيا في الخطاب العام لتنظيم القاعدة وذلك بالإشارة إلى المشروع الإيراني "الفارسي" بحسب العولقي حيث تُعد هذه الإشارة هي الأولى من قبل قيادي قاعدي نحو إيران وخطرها على الأمن القومي العربي.
  دخول إيران في الخطاب القاعدي يعد مؤشراً لمرحلة قادمة تكون طهران إحدى محطات المواجهة مع القاعدة التي مذ تأسيسها في نوفمبر 1998م لم تدخل في مواجهة ولو حتى كلامية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أشار إليها العولقي بقوله" إن إيران تدير مشروعا رافضيا فارسيا في المنطقة"، مضيفا إن الإدارة الإيرانية لا تعمل من أجل المشروع الإسلامي وإنما تعمل من أجل المشروع الرافضي الفارسي وستكون أول ضحايا إيران هي شعوب الخليج السنية".
  هذا التحول باتجاه إدراج إيران إلى قائمة خصوم القاعدة التي لم تدخلها القاعدة في قائمة خصومها من الأمريكان والأنظمة الحاكمة، يشكل فعلا نقطة تحول خطيرة قد لا تشكل إطارا عاما في إستراتيجية القاعدة التي ظلت طوال الفترة الماضية لا تحبذ الصدام والمواجهة مع إيران التي تأوي عددا من قيادات القاعدة التي فرت إثر سقوط كابل في يد القوات الأمريكية عام 2001م كسعد بن لادن والرجل الثالث في التنظيم سيف العدل المصري.
  استهداف إيران في خطاب العولقي الأخير بجعلها طرفا في صراع القاعدة مع الغرب والأنظمة العربية الحاكمة، قد يفسر حالة من التضارب في الخطاب القاعدي مما يعكس حالة من تنازع القرار داخل التنظيم في هذه المرحلة، وخاصة في ضوء عملية الطرود الأخيرة التي كانت متجهة بداية هذا الشهر من اليمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُحتمل أن فشل هذه العملية يدعم فرضية الاختراق للقاعدة من قبل بعض الأجهزة المخابراتية التي استطاعت إفشال هذه العملية.
  يُضاف إلى جديد خطاب العولقي أنه دعا علماء السنة إلى مواجهة المد الرافضي القادم من إيران إلى اليمن، منددا بهذا النفوذ الإيراني، لكن السؤال هنا، هل سيشكل هذه الخطاب منعطفا جديدا في إستراتيجية القاعدة؟، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
صراع القادة
  بظهوره الأخير طرح العولقي سؤالاً كبيرا على المتابعين والمراقبين لتنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية، وهو لماذا هذا الحضور القوي لأنور العولقي في هذه المرحلة مقابل صمت زعيم التنظيم في الجزيرة العربية اليمني ناصر الوحيشي وبقية القيادات العليا كسعيد الشهري وقاسم الريمي؟ مما فسره البعض أن العولقي فرض نفسه بقوة ليكون قائداً فعلياً للتنظيم، وهو ما يؤكد فرضية القول بأن هنالك صراعاً في الصف الأول للقيادة القاعدية.
  وثمة تفسير آخر للحضور القوي للعولقي في هذه المرحلة لا يعتبر بروز نجم العولقي نتيجة صراع على القيادة بل يرجع الأمر إلى عدد من الحقائق الموضوعية في المشهد، أهمها هو أن حضور العولقي جاء نتيجة طبيعية لورود اسمه في كل العمليات التي يُعتقد أن التنظيم نفذها خلال السنتين الماضيتين من عملية طائرة ديترويت إلى عملية قاعدة فورت هود إلى مقتل المهندس الفرنسي في اليمن، مما يقتضي أن تكون هذه المرحلة هي مرحلة العولقي دون غيره بامتياز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق